تقنية

التكنولوجيا في كأس العالم قطر 2022

انطلقت بطولة كأس العالم لكرة القدم بنهاية نوفمبر الماضي وما زالت جارية حتى الآن، كما أنها شاهدة على الكثير من المفاجآت لتثبت مدى استثنائها عن سابقاتها الواحد وعشرين. لكن المفاجآت لم تقف عند تنظيمها لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط وتحديدًا بلد عربي، أو بالحصان الأطلسي المفاجئ بوصوله لنصف النهائي في سابقة لم تحدث لأي منتخب عربي أو إفريقي من قبل.

slider 2 1

فالمفاجآة الأكبر جاءت للعالم التقني، إذ حضرت التكنولوجيا بشكل رئيسي وبارز بهذه النسخة من المونديال لكأس العالم. بدأت بإعلان تطبيق تقنية التسلل شبه الآلي، وانتهت بتجربة الاستاد التابعة لتطبيق FIFA+، تخللها متابعة العمل بتقنية خط المرمى، وتطبيق اللاعبين، وغرفة الفيديو. جميعها يخبرنا أن هنالك المزيد مما تشاركنا به التكنولوجيا في مختلف المجالات وفي الحياة اليومية، ونعرض لكم تفاصيل تلك التقنيات بكأس العالم بالتقرير التالي.

تقنية التسلل شبه الآلي في كأس العالم قطر 2022

التكنولوجيا في كأس العالم
التكنولوجيا في كأس العالم

تعتبر تقنية التسلل شبه الآلي واحدة في كأس العالم من أهم التقنيات المضافة لهذه النسخة من المونديال، وذلك لمراقبتها الفائقة بأجزاء من الثانية لحركة اللاعبين داخل الملعب.

وتشاعد التقنية في تحديد موقع كل لاعب وما إذا كان متسللًا أو لا وإرسالها مباشرة لحكم الساعة ومساعدينه وغرفة الفيديو. وتعمل التقنية باستخدام 12 كاميرا مثبتة بكافة نواحي الملعب، مع قرابة 29 نقطة بيانية مخصصة لكل لاعب.

بينما بهذه التقنية نجد للكرة الدور الأكبر، إذ تم تثبيت داخلها جهاز استشعار بوحدة القياس بالقصور الذاتي، والذي يرسل بدوره كافة بيانات حركة الكرة لغرفة الفيديو بسرعة 500 مرة بالثانية، مما يجعل تحديد موقعها وركلها ولمسها بأعلى دقة.

تطبيق FIFA+ وتجربة الاستاد في كأس العالم

التكنولوجيا في كأس العالم
التكنولوجيا في كأس العالم

أطلقت FIFA التطبيق مع بداية مباريات المجموعات، ومهمته الأساسية متابعة وعرض جميع التفاصيل الخاصة بالمباريات واللاعبين، سواء النتائج أو الإحصائيات.

ثم أعلنت عن خاصية تجربة الاستاد، بهدف رئيسي وهو زيادة عدد الحضور بالمدرجات. تلك الخاصية تتيح للمشاهد داخل الملعب فتح التطبيق وتوجيه الكاميرا ناحية الملعب والتثبيت لثواني لحين تحديد التطبيق للمباراة، والزاوية الخاصة بالمشجع لبدء ظهور الإحصائيات تلقائيًا. كما يستطيع المشجع اختيار لاعبًا بعينه لمتابعة تحديثاته خصيصًا، مما يضيف المتعة أكثر للتجربة.

تطبيق FIFA للاعبين بكأس العالم

التكنولوجيا في كأس العالم
التكنولوجيا في كأس العالم

على غرار FIFA+ كان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أطلق تطبيقًا خاصًا للاعبين بالتعاون مع النقابة الدولية لكرة القدم للمحترفين، ويهدف لتوضيح كافة التفاصيل الخاصة بكل لاعب خلال المباراة فور انتهاء دقائق لعبه.

ويستطيع من خلاله اللاعب مراجعة تحركاته داخل الملعب ومشاهدة الإحصائيات لمتابعة تحليلها وتطوير آدائه. كما يتابع التطبيق القياسات البدنية لكل لاعب، وجميعها تعمل بخوارزميات تم استحداثها خصيصًا لمساعدة وتطوير اللاعبين، كما تم اختبارها من قبل بالبطولة العربية والتي أقيمت بقطر بنهاية عام 2021.

تقنية خط المرمى في كأس العالم

مازال العمل بتقنية خط المرمى قائمًا منذ اعتمادها بمونديال البرازيل 2014، وتساعد في تحديد موقع الكرة وما إذ تجاوزت الخط بكامل محيطها أو لا.

وتم العمل عليها لحل مشكلة احتساب تلك الأهداف التي تعبر القوائم ثم تخرج خلال ثواني أو أجزاء منها من عدم احتسابها. وتعمل تلك الخاصية بواسطة تثبيت 14 كاميرا موزعة على جانبي كل مرمى بالملعب، تلتقط الصور مباشرة ثم ترسل إحداثياتها لحظيًا لحكم الساحة عبر ساعة يده. كما تنقل الصور للمشاهدين عبر الشاشات، وبالاستوديو التحليلي، وحاليًا غرفة الـ VAR.

غرفة الفيديو بكأس العالم

التكنولوجيا في كأس العالم
التكنولوجيا في كأس العالم

على شاكلة مونديال روسيا 2018، ومن بعده حوالي مائة بطولة حول العالم، يستمر استخدام الـ VAR لمساعدة حكام الساحة تأكيد قراراتهم.

وتعمل تلك التقنية باستخدام الكاميرات المثبتة بالملعب مع توصيلها بغرفة خاصة بها عدة شاشات تعرض الملعب بزواياه المختلفة، يُتابعها ثلاثة من طاقم الحكام، ومهمتهم التواصل مع حكم الساحة ومراجعته بقراراته والتنبيه ما إذا كان هنالك لعبة عليه مراجعتها.

نظام البيانات في كأس العالم

التكنولوجيا في كأس العالم
التكنولوجيا في كأس العالم

تعتمد كرة القدم الآن بشكل كبير على تحليل البانات وإحداثيات اللاعبين، كما رأى الاتحاد الدولي لكرة القدم أهمية البيانات في تطوير اللعبة، وعليه قاموا بوضع نظام كامل يتم عرضه للمستفيد المباشر سواء من المحللين الموثقين بالاتحاد أو الفرق والمنتخبات بما في ذلك اللاعبين.

ويعمل ذلك النظام على جمع البيانات خلال المباراة، سواء إحصائيات لمس الكرة والمرور بها، والركلات بما في ذلك الأخطاء والأهداف، ومعهم المعدلات البدنية والفوارق بين اللاعبين وغيرها، ومن ثم بعد جمعها يتم البدء في مقارنتها وتحليل تلك البيانات بواسطة إحداثيات الرسوم البيانية ليسهل عرضها على المستفيدين.

كل ذلك وأكثر من التقنيات مازلنا نراه بعالم الساحرة المستديرة، لكن ما زلنا نشاهد إدارتها بواسطة العنصر البشري.
برأيك هل نصل لمرحلة ترك إدارة تلك الأمور والتحكم بها آليًا فقط؟ أم يُحافظ الإنسان على وجوده بجانب تلك الخوارزميات!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى